replica watches usa
Site Loader

تسعى جميع الشركات الرائدة في مجال صناعة الأجهزة الذكية في كل عام إلى إطلاق هاتف ذكي أو مجموعة هواتف ذكية بمواصفات رائدة، حيث يبدأ السباق منذ شهر فبراير/شباط مع بداية فعاليات مؤتمر برشلونة السنوي وحتى شهر سبتمبر/أيلول الذي يشهد مؤتمري آبل وجوجل للحديث عن هواتفهم الذكية الجديدة.

وإلى جانب الميّزات الجديدة المُختلفة في كل هاتف، تسعى الشركات إلى إبراز عمر البطارية كعامل قوي لدخول السباق دون رحمة، حيث تلجأ بعض الشركات إلى الهجوم بشكل علني وصريح على هواتف الشركات المُنافسة وضعف البطارية الخاصّة بها.

لكن السؤال الأبرز يبقى عن سبب عدم وجود هاتف ذكي حتى الآن قادر على العمل لمدة يومين أو ثلاثة أيام دون الحاجة إلى شحنه، وهُنا الحديث عن عُمر بطارية ثابت أي يدوم لفترة لا تقل عن ستة شهور لأن الكثير من الشركات تُروّج إلى عُمر بطارية عالي، لكن وبعد فترة شهر من الاستخدام يبدأ هذا العمر بالانخفاض للوصول إلى الحد الطبيعي الوسطي الذي يتراوح بين 10 إلى 12 ساعة.

السؤال السابق يفتح باب التكهنات على مصراعيه، حيث يعتقد البعض أن تطوير تقنيات بطاريات الأجهزة الذكية قد توقف تمامًا في ظل عدم وجود بطارية ثورية حتى هذه اللحظة في الهواتف الذكية والحواسب اللوحية.

لكن حقيقة بطاريات الأجهزة الذكية عكس الاعتقادات تمامًا، فهي خلال السنوات الماضية تطوّرت بشكل كبير لكننا لم نلحظه بسبب تطوّر الأجهزة الذكية أيضًا كهواتف آيفون وجالاكسي إس من سامسونج.

الهواتف الذكية ومع مرور الوقت تُصبح أصغر وأنحف، وهذا يعني أن الأجزاء الداخلية للهاتف تُصبح أصغر وخصوصًا البطارية التي منطقيًا ستخسر جزءًا من استطاعتها التخزينية جراء تغيير أبعادها، لكن الواقع يقول غير ذلك في مُعظم الأجهزة الذكية التي حافظت على الأقل على نفس فترة الاستخدام الموجودة في الأجيال السابقة التي كانت تأتي بهياكل أكثر سماكة وأثقل من ناحية الوزن.

هذا يدل على أن هُناك تطويرات على البطاريات لكننا لا نلحظها كثيرًا ليس بسبب تغيير أبعاد الهاتف وسماكته، بل بسبب الميّزات والتقنيات الجديدة التي تُضاف إليه في كل عام.

شاشات الهواتف الذكية مع كل عام تزيد من ناحية دقّة العرض والسطوع لتُعطي ألوانًا أنقى للمُستخدمين، وهذا بكل تأكيد سيؤثر بشكل أو بآخر على أداء البطارية، ولا يجب نسيان دقّة الكاميرا وتقنياتها التي ترتفع كل عام والتي سوف تستهلك طاقة أكبر عند تشغيلها والتقاط صور باستخدامها.

وما الشاشة والكاميرا إلا أمثلة بسيطة، فهناك المعالج والمُستشعرات بالإضافة إلى شرائح الاتصال بالإنترنت مثل واي-فاي أو شرائح الاتصال قريب المدى NFC أو بلوتوث، فهذه أيضًا تتطور مع الزمن وتحتاج لطاقة أكبر من أجل تشغيلها والاستفادة منها بالشكل الأمثل.

المُشكلة التي نواجهها حاليًا تكمّن في تطوّر تقنيات الاتصال مثل الجيل الرابع LTE، لكن الشركات المعنية بهذا الأمر تُركّز على عمل الشرائح وتحقيق أعلى سرعة مُمكنة ولا تهتم كثيرًا بأمور الطاقة وتقليل استهلاكها، فنحن الآن على اعتاب استخدام الجيل الخامس 4.5 G الذي لا يختلف تأثيره على البطارية عن تأثير الجيل الثالث 3G.

جميع هذه الأسباب جعلت من الصعب أن نرى هاتف ذكي ببطارية تدوم ليومين أو ثلاثة دون إعادة شحنها، لكن هذا لا يعني أن البطاريات لا تتطوّر لأنها لو لم تكن كذلك ومع كل هذه التقنيات الجديدة لانتهت بعد ساعتين أو ثلاثة من الاستخدام.

هذا ليس كل شيء بكل تأكيد، فالتوجهات التقنية تتطوّر أيضًا باستمرار، وبدأنا نشهد دخول التصوير بزاوية 360 درجة ونظّارات الواقع الافتراضي والواقع المُعزز اللتان ستكونان يومًا من الأيام جزءًا لا يتجزأ من الهواتف الذكية، وهذا بدوره كفيل بإنهاء عُمر البطارية بسرعة كبيرة.

نقل البيانات بين النظّارة والهاتف يتم عبر تقنيات مثل واي-فاي أو بلوتوث ضمن سرعات عالية جدًا، وهذا يستنزف البطارية بسرعة كبيرة على الرغم من أن النظّارة مُزوّدة أيضًا ببطاريتها الخاصّة، وطالما أن بطاريات الأجهزة الذكية مُصنّعة بمواد مثل الليثيوم، فهذا يعني أن عُمرها سيبقى محدود.

باختصار، تعيش بطاريات الأجهزة الذكية في صراع كبير جدًا مع التقنيات الجديدة، فهي تتطوّر من جهة، لكن التقنيات الجديدة تُثقل كاهلها وتُخفي التطوّر الحاصل بها وبالتالي لن يشعر المُستخدم بأي فرق، فهو يُطالب بأن يكون هاتفه مُزوّدًا بميّزات خارقة وبهيكل نحيف جدًا خفيف الوزن، لكن في نفس الوقت يُطالب بعمر بطارية خيالي لم ولن يصل إليه طالما أن التقنية المُستخدمة نفسها، لنبقى تحت رحمة اكتشاف جديد أو تقنيات جديدة في هذا المجال تُغيّر مفاهيم بطاريات الأجهزة الذكية والتقنيات المُستخدمة في تطويرها.

المصدر