replica watches usa
Site Loader

في الربع الأخير من 2016  تقدمت شركة سيلزفورس “salesforce” بطلب استحواذ رسمي على شركة تويتر Twitter، وتسربت عروض اخرى غير رسمية من قبل شركات مثل جوجل و مايكروسوفت و والت ديزني، وكانت سيلزفورس الأكثر اهتماماً بالصفقة بالذات بعدما وصف رئيسها التنفيذي مارك بينيوف “Marc Benioff” شبكة تويتر بأنها ” جوهرة غير مصقولة”،  إلا أن سيلزفورس سحبت عرضها لاحقاً، فيما لم تحصل تويتر على أي مشتري.!

لماذا تويتر غير مناسب للشراء؟

ربما السبب الأبرز والأول الذي يجعل الشركات تعزف عن شراء تويتر هو عدم وجود نمو في الأرباح،  إضافة إلى تباطؤ نمو المستخدمين وانخفاض الشعبية، مقارنة بأكثر منافسين له فإن عدد المستخدمين النشطين لـ Instagram يومياً وصل إلى 300 مليون مستخدم، في حين يبلغ 150 مليون مستخدم في Snapchat، فيما توقف Twitter عند 140 مليون مستخدم يومي، علاوة على ذلك كله فإن السوق وحتى المستخدمين لم يعودوا يتوقعون شيء جديد أو مُثير من تويتر، فيما أصبحت حالات التنمر على الإنترنت ترتبط أكثر بتويتر والتي حولته إلى ساحة لممارسة السلوك العدواني ضد الغير بواسطة حسابات من يطلق عليهم ترول “Troll”.

هل تكون تويتر هي ياهو جديدة

قبل أن تقوم شركة فيريزون “Verizon” بالاستحواذ على شركة ياهو “Yahoo” عانت هذه الأخيرة من فترة ركود وصلت لحد انخفاض شعبيتها مقارنة بما كانت تمثله لجيل بداية الألفية حيث كانت تُعتبر هي بوابة الإنترنت أو ” الأنترنت بكل ما فيها”، لتدخل في دوامة تسريح الموظفين ثم مرحلة ضياع الهوية ومحاولة صناعة هوية جديدة للشركة والابتعاد عن الصورة النمطية ’ بوابات الإنترنت’ في محاولة يائسة منها للحاق بثورة الشبكات الإجتماعية، ثم جولة من الاستحواذات غير موفقة، رافقها تغيير منصب الرئيس التنفيذي عدة مرات. حتى مع الشركات الـ 53 التي استحوذت عليها ياهو خلال فترة رئاسة ماريسا ماير إلا أنها لم تنتشلها من أزمتها.!

لينتهي بها الحال في صفقة استحواذ بقيمة 4.84 مليار دولار لصالح فيريزون، بعد أن رفضت عرض مايكروسوفت والذي كان بقيمة 45 مليار دولار في عام 2008، ليس هذا فحسب بل تضمنت الصفقة تغيير اسم الشركة من ياهو “Yahoo” إلى التابا “Altaba” مما يعني موت العلامة التجارية.!

هذه الحالة عاشتها تويتر حيث أعلنت في العام الماضي عن نيتها  تقليص قوة العمل لديها بنسبة 8% أي ما يعادل 300 شخصاً،  ثم قامت بعدة استحواذات على خدمات وتطبيقات لتقوم بإغلاقها في النهاية علاوة على ذلك كله تأخرت في إطلاق ميزات مهمة.

صورة تجمع المؤسسين الثلاثة جاك دورسي و بيز ستون وإيفان ويليماز – من مدونة تويتر.

وعلى مستوى الإدارة  فقد عاد جاك دورسي في 2015 ليترأس تويتر من جديد،  دروسي والذي أسس الموقع في عام 2006 مع بيز ستون وإيفان ويليامز، ثم غادره عام 2008 بعد إقالته من منصبه كمدير عام. ليعود عام 2010 للإشراف على تطوير المنتج.!

لماذا تفشل تويتر رغم أسبقيتها؟!

على مستوى تطوير المنتجات وعمليات الاستحواذ لم تكن الشركة موفقة دوماً في أغلب منتجاتها التي تطلقها، فلم تفلح Twitter Music و فاين Vine وبيرسكوب Periscope في جذب مستخدمين جدد أو تحسين حضور الشبكة.

في عام 2012 قامت تويتر بالاستحواذ على موقع وي آر هانتد “We Are Hunted” الموسيقي، في حين أنها كانت تدير حساباً رسمياً يتبع لشبكتها تحت اسم “Twitter Music”. يتابعه قرابة مليوني مستخدم في ذلك الوقت، لتعود في أبريل 2013 وتعلن عن تطبيقها الموسيقي لأجهزة آبل تحت اسم “Twitter Music” والذي يعتمد في جلب الأغاني على خدمات موسيقية أخرى هي iTunes, Spotify و Rdio، إلا أنها وبعد سنة وفي نفس الشهر أبريل من عام 2014 تقرر غلق التطبيق وأنهاء الخدمة تماماً.

ثم حاولت تويتر الاستحواذ على شبكة ساوند كلاود”SoundCloud” الموسيقية في عام 2014 إلا أنها انسحبت من المفاوضات، لتعود في نهاية 2016 لتعلن عن استثمار 70 مليون دولار في الشبكة نفسها.!

وعلى مستوى منطقة الشرق الأوسط فقد أبرمت تويتر اتفاقاً مع تطبيق استماع الأغاني العربي أنغامي “anghami” يمكّن المستخدمين من سماع الأغاني ومشاركتها على تويتر دون فتح تطبيق أنغامي.

وفي صفقة أخرى تعكس أسبقية الشركة في الاستحواذ المبكر حيث قامت في 2012 بالاستحواذ على شركة ناشئة لديها ثلاثة موظفين وتعمل على بث الفيديوهات القصيرة، ولم تنشر أي فيديو للآن،  تُدعى فاين “Vine” كان الهدف الغير مُعلن من الصفقة هو استغناء تويتر عن تطبيقات الطرف الثالث والتي تقوم بنشر الفيديوهات القصيرة على شبكتها.

وهذه الخطوة تحسب لها، لكن هل نجح فاين صاحب الـ 6 ثوان في جذب المستخدمين، مع الأسف لا.
وهذا ما دفعها في 2016 لإلغاء التطبيق وتسريح 350 موظف يعملون في فاين.

وفي صفقة ثالثة تعيد نفس القصة ” نجاح في الأسبقية فقط” قام تويتر بخطوة ذكية وسريعة في 2015 بالاستحواذ على تطبيق بيرسكوب “Periscope” للبث المباشر وذلك حتى قبل أن يبدأ التطبيق بالعمل رسمياً، وكسب بذلك صفقة بسعر معقول في حدود الـ 100 مليون دولار تقريباً وهو رقم معقول في وادي السيليكون قبل أن تكبر الشركة ويتم تقييمها بالمليارات، ايضا من خلال هذه الصفقة اخرج واحرج منافسه تطبيق ميركوت “Meerkat” والذي كان السباق لإطلاق ميزة البث المباشر والذي لم يصمد طويلاً.

تم غلق تطبيق ميركوت Meerkat لاحقا وتحول لشبكة اجتماعية لبث الفيديو، ليترك حلبة المنافسة لخدمة  فيسبوك لايف “Facebook Live”  والتي تستند على أكثر من مليار مستخدم لديها، وهي بذلك قادرة على إنجاح أي خدمة تطلقها.

لكن كيف استفاد تويتر من تسيد سوق تطبيقات البث المباشر قبل أن تدخل فيسبوك على الخط.!  لاشيء.

ينظر لتويتر على أنه مصدر مهم للأخبار وأسرع وسيلة للحصول على الأخبار العاجلة، فما كان ينقصه هو الفيديو وقد تأخر كثيراً لتضمين فيديوهات Periscope ضمن التغريدات، والذي كان بدوره سيدعم حضور تويتر ضمن سوق إعلانات الفيديو، لكن دوماً هناك ما ينغص كل أسبقية تويتر ونعني هنا سناب شات والذي ينجح دوماً في تخطي تويتر ففي إبريل 2016 شاهد المستخدمون 10 مليار فيديو على سناب شات يوميا.

وفي تحديث أخيرا أعلن تويتر عبر مدونته الرسمية عن إتاحة البث المباشر للفيديو من خلال تطبيقه الرسمي دون الحاجة إلى تثبيت تطبيق خدمة البث المباشر المملوكة له Periscope.! وطبقاً للحالات السابقة مع Twitter Music و فاين Vine ربما باتت نهاية Periscope قريبة.!

وحتى ننصف تويتر فإن قابلية استخدام التطبيق من خلال توحيد الخدمات من ” تغريد ورفع الصور وبث الفيديو المباشر والتصويت وغيرها” ضمن تطبيق واحد دون الاعتماد على خدمات وتطبيقات أخرى تبقى فكرة جيدة لكنها جاءت متأخرة جداً.

تويتر تستحوذ على خدمات جيدة وفي وقت مبكر جداً وفي أسواق جديدة، ثم لا تستطيع استثمار اسبقيتها وتحويل هذه الخدمات والمنتجات لأعمال مربحة، مما يدفعها في النهاية إلى إغلاقها.

هل يكون صندوق رؤية سوفت بنك هو المنقذ؟

فيسبوك، جوجل، سناب شات، واخيراً مايكروسوفت هؤلاء هم الأربعة الكبار في الشبكات الإجتماعية حالياً ولا يرون في الاستحواذ على تويتر أي فرصة يجب اقتناصها، حتى الصين لديها بديل صيني لتويتر ويبو weibo، وليست في حاجة للاستحواذ كما اعتدنا في السنوات الأخيرة وتحديداً من 2008 على أن تقوم الشركات الصينية بالاستحواذ على الشركات الغربية  وبالأخص’ الأمريكية’ المتعثرة، كما حدث خلال هذا الأسبوع عندما استحوذت علي بابا الصينية على شركة تحويل الأموال الأمريكية ” موني جرام” MoneyGram.

لذلك ربما يكون المستحوذ الجديد خارج الوسط التقني.  فكر في السعودية فكر في المال.!

في تغريدة على تويتر قال الرئيس الأمريكي  “دونالد ترامب” Donald Trump بأن “ماسايوشي سون” Masayoshi Son الرئيس التنفيذي لشركة سوفت بنك, وافق على استثمار 50 مليار دولار في سوق الشركات الناشئة الأمريكية مما يساهم في توليد 50 ألف فرصة عمل جديدة للمواطنين الأمريكيين. وتأتي هذه الصفقة كبداية إعلان عن أولى خطوات استثمار صندوق رؤية سوفت بنك والذي تم تأسيسه بالشراكة بين صندوق الاستثمارات العامة السعودي و شركة سوفت بنك.

هذه الصفقة تتماشى مع رؤية الرئيس ترامب والذي قال بأنه سيفرض ضرائب على الشركات الأمريكية التي تقوم بتصنيع منتجاتها في الخارج في محاولة منه لتوليد وظائف داخل السوق الأمريكي.

فهل السيولة التي سيضخها صندوق سوفت بنك في وادي السيليكون الأمريكي ستشمل الاستحواذ على تويتر ؟

لطالما كان المال السعودي هو المنقذ للشركات المتعثرة حول العالم، دع عنك الشركات بل حتى لميزانيات الدول المتعثرة.!

وليس ببعيد عن صندوق رؤية سوفت وفي السعودية بالتحديد يوجد أحد أكبر المستثمرين المُبكرين في تويتر حتى قبل أن تصبح شركة عامة في 2013 و تطرح للتداول ونعني هنا الأمير الوليد بن طلال حيث قام في 2011 بضخ استثمار أولي في تويتر بقيمة 300 مليون دولار ليعود في 2015 ويرفع حصته  إلى 5.17%.

فيما ذكر موقع “بيزنس إنسايدر” businessinsider في اغسطس 2016 بإن الوليد بن طلال سيقوم بالاستحواذ على تويتر بالشراكة مع ستيف بالمر الرئيس التنفيذي السابق لمايكروسوفت، حيث يملكان الآن 9% من أسهم الشركة.!

يبقى تويتر هو أفضل وسيلة في وقتنا الحاضر يخبرك عن ماذا يحدث حول العالم مباشرة وقت حدوثه، ولطالما سمعنا بالخبر أولاً على تويتر قبل الجميع، فهل سيستمرعصفور الأخبار مريضاً حتى الموت؟


الكاتب: سفر عياد، مهتم في مجال التقنية و الاقتصاد.