replica watches usa
Site Loader

لم يفلت المجتمع الفلسطيني من شباك التكنولوجيا الحديثة، حتى باتت كافة منازل قطاع غزة لا تخلو من الإنترنت، أو الهواتف المحمولة، أو الإثنين معاً.

ورغم الإيجابيات المتعددة للإنترنت، بحسب رنين جمال، إلا أنها أكدت أن هذه الوسيلة زادت من همومها. وتتحدث الشابة (21 عاما) عن تجربتها الأولى في عالم الإنترنت، فتقول لـ”لعربية.نت”: “كنت أظن في البداية أن الأمر عادي جداً، وأنه بإمكاني أن أتحدث كيفما شئت ومتى شئت، الأمر الذي حفّزني على دخول غرف المحادثات في مواقع الدردشة الفلسطينية، إلى أن تعرفت بشاب قابلته أكثر من مرة في أماكن عامة بعد تطورعلاقتي به إلى حد الحب”.

وتضيف الفتاة: “الشاب في عمري، وغير مؤهل للزواج في الوقت الحالي، كونه لا زال يدرس في الجامعة (..) بينما أهلي يضغطون عليّ للزواج من شاب مؤهل وجاهز، وهو الأمر الذي أثر في نفسيتي بشكل كبير”.

وعادة ما ينعزل مدمن الإنترنت عن مجتمعه الواقعي الذي يعيش فيه، فضلاً عن تسببه في مشكلات زوجية، وعدم الاهتمام بالأبناء، ومشكلات في العمل، نتيجة لتأخره في أعماله، وكذلك فقدان التفاعل الاجتماعي.

وتشتكي رانية سعيد، من ممارسات زوجها، المدمن على الإنترنت، السلبية. فتقول “للعربية.نت”: “حاولت مراراً أن أضع حداً لجلوس زوجي على الإنترنت طوال الليل، بينما يتركني أنا وأطفالي دون أن يعطينا حقوقنا الشرعية”.

وأضافت “المشكلة الأكبر أنه يقضي النهار نائماً، فلا أستطيع أن أقوم بواجباتي المنزلية من نظافة أو تجهيز الطعام وما شابه، كونه لا يحب أن يزعجه أحد أثناء نومه، ولطالما اشتكيت لوالدته، لكنها في كل مرة تلومني أنا”.

ولمّحت السيدة الشابة إلى أن زوجها يدمن على مشاهدة المواقع الإباحية، والتحدث مع فتيات على الإنترنت، وقالت: “يريدني أن أكون مثلهن في العطاء والشكل وأن ألبس له مثلما يلبسن هن، ويتناسى وجود ثلاثة أطفال، يحتاجون لتربية ورعاية طوال اليوم”.
عشرات الحالات

ولا تعدو حالة رنين ورانية كونهما حالتان من مئات الحالات التي تأثرت بالإنترنت، فبحسب الأخصائية الاجتماعية نهال الدريملي، فإن أخطر ما في الموضوع هو هدم العلاقة الزوجية داخل الأسرة الفلسطينية.

وتقول الدريميلي “هناك عشرات الحالات التي نعالجها داخل مؤسستنا، بسبب علاقة الزوج بفتيات افتراضيات أو واقعيات من خلال الإنترنت. الأمر ذاته ينطبق على المرأة، وأضافت: “يجلس الزوج طوال الليل على الإنترنت دون مراعاة لأسرته بأكملها، ليصبح ليله كنهاره والعكس كذلك”.

ونوهت الأخصائية الاجتماعية إلى أن موضوع الإدمان على الإنترنت تعدى قضية جلوس الفرد للترفيه، وقالت: “بلغت حد إدمان الرجل أو الزوجة التي يسمح لها زوجها بالجلوس على الإنترنت، الأمر الذي يطيح باستمرارية الأسرة”، مشيرة إلى أن رب الأسرة يتحمل المسؤولية الأكبر في هذا المجال.

وتؤكد الدريملي أن المجتمع الفلسطيني بعاداته وتقاليده، يرفض التطورات والتغيرات على صعيد الثقافة، قائلة: “يدفع هذا فئة الشباب الذين يتابعون التغيرات بالمجتمعات الأخرى، لعيش حالة من النقص لأنهم لا يستطيعون تجربة هذه الأشياء في مجتمعهم الذين يعيشون به، لذا تتيح الإنترنت مجال للهروب من هذا المجمتع، والدخول للمجتمع البديل والافتراضي لتجربة هذه التغيرات”.

ويعترف عادل سلامة (31 عاماً)، أنه أدمن على الجلوس أمام الحاسوب، وقال: “عندما تقطع الكهرباء عن منطقتنا، أجلس وأنتظر حتى تعود، ثم أواصل الجلوس والحديث مع أصدقائي وصديقاتي حتى آذان الفجر، وبعدها أذهب إلى نومي”.

ويعزو عادل علاقته بالعالم الافتراضي، إلى عدم وجود فرص عمل حقيقية للخريجين أو العمال، معتبرا أن العلاقة مع أي فتاة على الإنترنت أفضل بكثير من علاقته مع زوجته، ويقول “لا تطلب مني غير الحب، بينما زوجتي تطالبني بكل شيء مقابل الحب”.

ويرى الإعلامي والمخرج الشاب سامح المدهون أن علاقة الفرد بالتكنولوجيا الحديثة واجبة، لكن هناك من يسيء استخدام تلك التكنولوجيا، فيسيء بذلك لنفسه وأسرته ولمجتمعه.

ويقول المدهون لـ”لعربية.نت”: “هناك ضوابط داخل الإنسان، فلا يجب أن يتعداها مهما بلغت الأمور من سهولة ويسر في التعارف والتحدث مع الغير”.

ويضيف: “الحقيقة أن سوء استخدام الإنترنت أصبح ظاهرة في المجتمعات العربية بشكل ملفت للنظر، ولم تعد مجرد وسيلة تقنية لتسيير حياة الناس”، واعتبر أن الأوضاع النفسية والاجتماعية والاقتصادية الصعبة التي يعانيها شباب قطاع غزة على وجه التحديد، من حصار وإغلاقات وبطالة مستشرية، وخاصة في فئة الخريجين، وتقييد للحريات، والغلاء المعيشي بكافة أنواعه، أثرت بشكل كبير على سلوك الشباب الغزاوي.

Alarabya